الإنترنت غير العالم ومصر جزء من هذا العالم، ولكن عندما نأتي للحديث عن هذا التغيير أول ما يخطر في بالنا هو أنه السبب في حدوث الثورة، بالطبع لا يمكننا إنكار ذلك ولكنه غير الكثير من حياة المصريين من الداخل بشكل كبير سواء كانت تلك التغييرات ظاهرة على السطح أو تحدث تحت هذا السطح وتنتظر اللحظة المناسبة لتطفو وتستقر وتحجز مساحتها وهذه أمثلة لبعض الأشياء التي غيرها أو ساعد الإنترنت في تغييرها

الحب: يأتي بسرعة ويذهب بسرعة

12570853_733742060091127_44599877_n

الأنترنت وخصوصا مواقع التواصل الإجتماعي جعلت الوصول للحب سهل وفي نفس الوقت جعلت المحافظة عليه صعبة، يمكنك الأن بكل سهولة أن تتعرف على فتاة وتبدأ الحديث معها ومن ثم تقعا في الحب، ف الماضي كان الحب يحدث في مساحات اقل نسبيا، المدرسة والجامعة والأقارب والجيران وأصدقاء الأصدقاء وبعض الدوائر الأخرى، الأن لم تعد هناك مساحات مغلقة، الجميع تقريبا موجود على الأنترنت والأغلبية يمكن الوصول له ومحادثته على إنفراد.
وعلى الرغم من ان الأنترنت سهل معرفة الطرف الأخر بطريقة أكبر من ذي قبل كمعرفة نوعية موسيقاه المفضلة والأفلام التي يحبها وميوله السياسية بل حتى ميوله الجنسية حتى من دون أن تبدأ الحديث معه إلا أنه في نفس الوقت قتل أهم شيء في الحب ألا وهو ” الشوق ” لم يعد هناك شوق حقيقي في الحب بسبب تواجد الطرف الأخر على الدوام ناهيك عن الغيرة التي تكون في الغالب غير مبررة بسبب ان الطرف الأخر قام بعمل لايك لصورة أحدهم على فيسبوك أو انستجرام.
أصبحنا نقع في حب بعض الصور والسطور ونعتقد ان هذا هو الشخص المناسب لتقضية حياتنا معه فنبدأ في بناء التوقعات والأحلام التي سرعان ما تزول بعد معرفتنا بأن لهذا الشخص حياة وطباع اخرى خارج حدود الإنترنت وأن له حياة أخرى داخل الإنترنت لا نعلم عنها شيئا.

الزواج: كثير جدا من الفشل والتشوه قليل جدا من النجاح والسعادة

نبدأ بالجانب المشرق، فالإنترنت ساعد البعض على التعارف وفي بعض الأحيان ينتهى الأمر بالزواج والسعادة كما أنه ساعد أن سهولة التواصل ساعدت في الحفاظ على بعض العلاقات عندما يكون الزوج مسافرا في مكان او دولة أخرى.

12583828_733742066757793_2059117889_n

وعلى الجانب الاخر تسبب الإنترنت في إفساد كثير من الزيجات بسبب سهولة قابلية الوصول للأفراد والمعلومات، فالزوج والزوجة الأن يعرفون كمية أشخاص على الإنترنت أكثر من قبل، هؤلاء الأشخاص نلجا إليهم في حالات المشاكل أو الملل أو هم من يبدأون الحديث عندما يشعرون هم بالملل وفي بعض الأحيان تتطور الأمور لتفسد العلاقة الزوجية.
تحدثت مع بعض الأصدقاء والمعارف من الجنسين بلغ عددهم 20 نصفهم من الرجال والنصف الأخر من النساء عن العلاقات الجنسية خارج الزواج للمتزوجين وكانت النتيجة كالتالي:
  • عدد المتزوجين من الإناث كان 2 فقط واحدة منهم اعترفت بأنها أقامت علاقة خارج الزواج وكانت عن طريق الإنترنت ” بالطبع هذا لا يتبر مقياسا بشكل كبير ولكنه يعطينا إنطباع أولى بأن هذا يحدث وبشكل أكبر من ذي قبل”
  • عدد المتزوجين من الذكور كان 3 اثنان منهم أعترفوا بأنهم أقاموا علاقات خارج الزواج وكليهما عبر الإنترنت.
  • كل الإناث قالوا أن بأن صديقاتهن المتزوجات لهن علاقات خارج الزواج بنسبة 30% في المتوسط وأغلب هذه العلاقات كان للإنترنت دور كبير فيها
  • كل الذكور قالوا بأن أصدقائهم لهم علاقات خارج الزواج بنسبة 50% في المتوسط وكان للإنترنت دور كبير فيها ولكن بنسبة أقل من الإناث.

الجنس: هذا الجيل سيغير الكثير من المفاهيم في المستقبل

12625684_733742030091130_1562115942_n

هذا الجيل سيغير كثير من مفاهيم الجنس عند المصريين في المستقبل، فالجنس لم يعد ذلك المحظور الذي نتكلم عنه في غرفنا المغلقة مع الأصدقاء، بل أصبح الحديث عن الجنس أمر عادي عند كثير من أبناء هذا الجيل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ولم يعد الحديث العام عن الجنس حكرا على الذكور بل أصبح للفتيات دور كبير فيه، لو تصفحت موقع تويتر مثلا سنجد الكثير من الفتيات تنشر صور لعضات الحب وبعضهم تحدث عن قبلة أمس مع صديقها أو حتى صور للأوضاع الجنسية التي يفضلونها.

12583702_733742080091125_1160322008_n

لا يمكنا إنكار أن الإنترنت ساعد الكثيرين على إيجاد وخلق علاقات جنسية خارج منظومة الزواج، فثقافة العط أصبحت أكثر انتشارا من ذي قبل، فقابلية الوصول للجنس الأخر أصبحت في متناول الكل، فالجميع الأن أصبح يشارك الكثير من المعلومات التي تسهل على الطرف الأخر من فهم ذائقته وطرق الوصول إليه
في الماضي القريب كان الجنس يحدث كنوع من إثبات الحب للطرف الأخر” غالبا ما كان إثبات حب الفتاة للشاب ”  أما الأن فالجنس يحدث لأنه الجنس ” غريزة أساسية ” عند االطرفين فالأن أصبحت بعض الفتيات هي من تبادر بطلب الأمر.
وهذا يضعنا في ضرورة مناقشة حق المرأة في إقامة علاقات عابرة، فكثير من الناس تقول بأن المرأة في العلاقات العابرة تفقد او تتنازل عن شيء بينما الرجل يكسب أو على الأقل لا يفقد شيئا ولكن هناك بعض الأراء التي تقول بأن ذلك ينتقص من حق المرأة وحرية فكرها وقراراها فجعل المرأة هي الضحية لن يفيدها بينما الإعتراف بأن ذلك حق لها يزيد من مكاسبها ويضعها في مركز أقوى.

الجمال: أفاتارك يا هانم بيدل على أنوثة طاغية

مواقع التواصل الإجتماعي أصبحت ساحة لإبراز الجمال والإحتفاء به فالجميع يحب أن يظهر في أفضل شكل ممكن، إبراز الجمال ليس بجديد على البشرية ولكن الإنترنت غير مقاييس الجمال وطرق عرضه وحدوده، فما كنت تراه من الفنانين والفنانات وقليل من الأفراد في الماضي القريب أصبح الكثيرون يفعلونه الأن على مواقع التواصل، فسيلفي الجيم الذي يظهر المؤخرة نجده عند كثير من الفتيات ويقابله سيلفي السكس باكس عند الشباب، لم يعد الجمال شيء نخجل من إبرازه أما الجميع.
فالإنترنت فتح نوافذ للجميع ليري مقاييس الجمال الغربية وينقلها هنا، وكما شجع الأنترنت الكثير على تغيير شكله وتكوينه الجثماني ساعد أيضا الكثيرين على تقبل نفسهم متمثلا في ظاهرة البنات الكيرفي وبوستات الإحتفاء بالكرش.
وفي النهاية يجب أن أعترف بأن هذا المقال ربما لم يشرح هذه التغييرات بشكل كبير وربما أغفل بعض التفاصيل ولكن إذا أتيحت الفرصة ربما نتحدث باستفاضة عن هذه الأمور كل على حدته.